المجلة | آيـــة |{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

{قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ}
بعد الانتهاء من أدب الاستئذان على البيوت بدأ القرآن يأخذ على الفتنة الطريق كي لا تنطلق من عقالها فالإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف، لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة. والنظرة الخائنة، والحركة المثيرة، والزينة المتبرجة، والجسم العاري.. كلها لا تصنع شيئا إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون! وإحدى وسائل الإسلام إلى إنشاء مجتمع نظيف هي الحيلولة دون هذه الاستثارة، وإبقاء الدافع الفطري العميق بين الجنسين، سليما، وبقوته الطبيعية، دون استثارة مصطنعة، وتصريفه في موضعه المأمون النظيف. ولقد شاع في وقت من الأوقات أن النظرة المباحة، والاختلاط الميسور، والاطلاع على مواضع الفتنة المخبوءة تنفيس وترويح، ووقاية من الكبت، ومن العقد النفسية، وتخفيف من حدة الضغط الجنسي، ولكن في أشد البلاد إباحية وتفلتا من جميع القيود الاجتماعية والأخلاقية والدينية والإنسانية، ما يكذبها وينقضها من الأساس. نعم، ففي البلاد التي ليس فيها قيد واحد على الكشف الجسدي، والاختلاط الجنسي، بكل صوره وأشكاله انتهى الأمر إلى سعار مجنون لا يرتوي. إن الميل الفطري بين الرجل والمرأة ميل عميق في التكوين الحيوي، فهو ميل دائم يسكن فترة ثم يعود، وإثارته في كل حين تزيد من ضراوته؛ وتدفع به إلى الإفضاء المادي للحصول على الراحة. فإذا لم يتم هذا تعبت الأعصاب المستثارة، وكان هذا بمثابة عملية تعذيب مستمرة. والطريق المأمون هو تقليل هذه المثيرات بحيث يبقى هذا الميل في حدوده الطبيعية، ثم يلبى تلبية طبيعية. وهذا هو المنهج الذي يختاره الإسلام. مع تهذيب الطبع، وشغل الطاقة البشرية بهموم أخرى في الحياة، غير تلبية دافع اللحم والدم. وغض البصر من جانب الرجال _والنساء أيضا_ أدب نفسي، كما أن فيه إغلاقا للنافذة الأولى من نوافذ الفتنة والغواية. وحفظ الفرج هو الثمرة الطبيعية لغض البصر. أو هو الخطوة التالية لتحكيم الإرادة، ويقظة الرقابة، {ذلك أزكى لهم} فهو أطهر لمشاعرهم؛ وأضمن لعدم تلوثها بالانفعالات الشهوية في غير موضعها المشروع النظيف، وهو أطهر للجماعة وأصون لحرماتها وأعراضها والله هو الذي يأخذهم بهذه الوقاية؛ وهو الخبير بحركات نفوسهم وحركات جوارحهم.

المزيد